مقال يناقش موقع رمضان كـ موسم تسويقي، وتغير سلوك المانحين وتوجهاتهم في ظل تنافس المنصات

مقال هل ما زال رمضان موسماً؟

في البداية دعني أخبرك أنني أعمل حالياً على رصد أبرز عشر حملات تسويقية في رمضان إذا كنتم قد أطلقتم حملة وتعتقدون أنها ناجحة وتستحق المشاركة فشاركها معنا عبر الرابط :

اضغط هنا


تحدي البداية :

رمضان هذا العام لم يكن مختلفًا كثيرًا عن الأعوام السابقة؛ ففي كل موسم يظهر تصريح يشكك في الجمعيات والتبرعات، لكن هذا العام كان التصريح أكثر جرأة والرد عليه لم يكن بالمستوى الكافي وكأن المتسابق يبدأ بلا جمهور.


المنافسون :

كان للمنصتين الأكبر نصيب الأسد حيث اقتربت كل منصة في نهاية رمضان من تحقيق 2 مليار، وهو رقم غير مسبوق ما يعني أن النصيب الأكبر من التبرعات اتجه لهما سواء من كبار المانحين أو صغارهم. ونقصد هنا أن التشكيك دفع المانحين نحو الجهات الموثوقة وفي هذا السياق، يبقى السؤال: من الأكثر موثوقية؟


إنحراف المحتوى :

لأول مرة هذا العام لاحظت محتوى أراه منحرفًا عن سياق العمل الخيري، سواء من حيث نوع المعلنين أو طريقة الإعلان التي ابتعدت عن روح العطاء والتعاطف.

وأقف هنا قليلاً لتوضيح سبب هذا الانحراف:

1. شركات التسويق:

عندما يكون المورد متخصصًا في التسويق، لا يعني أنه يُجيد المحتوى؛ فلكل قطاع خصائصه وجمهوره.

أن تأتي لي بلاعب كرة قدم يشرح هدفه الذي لم يكن تسلّلًا، ممكن تقول: “الحق العرض” أو “الخصم”،

لكن لاتقول: “الحق التبرع”، فالناس لا يتبرعون من أجل العروض وهذا ما تُثبته الدراسات والممارسات؛ فالتسويق، وإن تشابهت أدواته، يختلف في محتواه وجمهوره

2. قلة العائد:

ضعف العوائد مقابل الإعلانات أدى إلى محتوى مزعج ومبتذل، حتى أن الرسائل لم تكن لائقة مثل: “تبي الجنة؟ ارفع الشاشة”هذا النوع من الخطاب لا يليق بالمجال الخيري بل ممارسات التسويق التجاري لا يناسب العمل الخيري، ولا يتشابه معه من الأساس، ولهذا لتسويق أنواع متعددة: تجاري، خيري، اجتماعي… إلخ.

3. ضعف المنتج:

المنتجات المرتبطة بمكة أو الحرم أو السقيا كانت الأكثر انتشارًا، ما جعل المنتجات الأخرى تظهر أقل قوة وبما أن الدافع الأكبر للتبرع ديني، فالناس يتجهون للماء، واليتيم، ومكة، ثم تأتي زكاة الفطر أخيرًا. لذلك، فإن كثيرًا من المنتجات الأخرى لم تحقق النتائج المرجوة.


التجارب :

من خلال الاطلاع على بعض التجارب وُجد أن الأداء كان ضعيفًا جدًا، رغم وجود تجارب ناجحة إلا أن النجاح لم يشمل الجميع كالمعتاد، مما يدل على اشتداد التنافس. أصبح لدينا رابح وخاسر، وهي بداية لمرحلة تنافس أكثر حدة. وأتمنى أن يكون التنافس بين المنظمات نفسها، لا بين الشركات، فحينها الخاسر معروف.

ومن أبرز عوامل نجاح بعض الجهات:

1. قوة البراند:

المنظمات التي تمتلك اسمًا معروفًا في السوق، ولها أعمال طوال العام، هي الأنجح، وليست تلك التي تظهر فقط في رمضان.

2. التجهيز المبكر:

رمضان يأتي كل عام في شهر 9 هجري، ومع ذلك، نتفاجأ باقترابه، ويقلّ من يستعد له مبكرًا.

3. الفريق الداخلي:

الجهات التي أطلقت حملاتها عبر فرقها الداخلية حققت نتائج أفضل، بسبب انخفاض التكلفة، واستفادتها من قواعد بياناتها وتجاربها السابقة، بعكس الجهات التي اعتمدت على الشركات.


الختام :

مع ما صُرف من تكاليف تسويق في رمضان، هل كانت العوائد مجزية؟ ربما حان الوقت للنظر إلى مواسم أخرى، أو حتى لصناعة موسمنا الخاص بأنفسنا وهنا نطرح السؤال وننتظر إجابتك:

هل ما زال رمضان موسماً؟


🔔 واذا كنت مهتم لمزيد من النقاش ادعوك للاشتراك في قروب الحملات التسويقية عبر الرابط :

قروب الحملات التسويقية

كما سعدت بالمشاركة في برنامج ( أبجورة ) في رمضان مع الصديق ابراهيم الوهيبي Ibrahim alwhibi

للاستماع : اضغط هنا

💥 إصدار جديد ونوعي :

دراسة فنتك التبرعات لعام 2025م