مقال يستعرض أبرز التحولات التي شهدها القطاع غير الربحي بين 2015 و2025م ودورها في تعزيز الاعتراف به

تحولات القطاع غير الربحي بين 2015 – 2025م

عشرت أعوام مليئة بالتحولات والتغيرات عاشها كل من كان بيننا في هذه السنوات التي احدثت أكبر نقلة نوعية للقطاع من بدايته وأن كان ابرزها الاعتراف به كقطاع والذي ساهم في جعل كل من يعمل به يفتخر بذلك ولذلك اتذكر اخر حملة تسويقية اطلقها المركز الوطني للقطاع باسم #خير_من_يمثلهم والتي تعتز بالعاملين في هذا القطاع, هنا في المقال حاولت أن أرصد بعض وأبرز التحولات وأن كانت وبفضل الله كثيرة وكبيرة ولايمكن حصرها.

أهم التحولات التنظيمية والإدارية 


إنشاء المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي :

جاء المركز بعد سنوات من وجود القطاع داخل عباءة القطاع الحكومي بدأ من وزارة الشؤون الاجتماعية ثم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والتي اعتقد انها اثرت كثيراً اذا نظرنا ان الجمعيات يشرف عليها جهات حكومية تضع عليها قيود غير منطقية ولا تتوافق مع نموذج العمل الخيري ولكن بعد انطلاق المركز الوطني القطاع سيملك استقلاليه اكبر  وسيقود المركز الاشراف على القطاع غير الربحي وصناعة نموذج التكامل بين القطاع والقطاعات الأخرى وقيادة تحسين صورة القطاع وممارساته.

جوائز التميز في العمل الخيري :

جاءت  ( جائزة الملك خالد , جائزة التميز في العمل الخيري, جائزة الملك عبدالعزيز للجودة ) وغيرها من الجوائز والتي لازالت تنمو حيث كان لها السبق في المحاولة في تحسين الممارسات الإدارية وقيادة التميز المؤسسي وتوجيه القطاع نحو فضلى الممارسات مما جعل كثير من الجهات تتبنى هذه النماذج والممارسات وقد لا تكون اثرت بشكل الكبير خصوصا على المنظمات الصغيرة مأخوذ على هذه الجوائز ان الجهات القادرة على الدخول بها هي الجهات ذات الإمكانيات المالية والبشرية العالية وبالتالي قد يكون جزء كبير من القطاع خارج الممارسة والنموذج.

 أهم التحولات فيما يخص المورد البشري 


الدوام الكامل :

التحول لموظفي الدوام الكامل وذلك عبر دعم الوزارة للوظائف الرئيسية ودعم صندوق الموارد البشرية لجزء من الرواتب مما ساعد القطاع في التوظيف بشكل كبير هذا التحول جعل القطاع جاذب اكثر للتوظيف وجعله يدخل المنافسه في سوق العمل على استقطاب الكفاءات مما ساهم في نمو القطاع وتحسين ممارساته الإدارية :

تدشين المنصة الوطنية للعمل التطوعي :

جاءت المنصة الوطنية لتنظم عملية التطوع وتجعلها عملية مرصودة وقابلة للقياس ويمكن تطويرها وقد ساهم ذلك في حصول الكثير من المنظمات على العديد من المتطوعين من خلال المنصة خصوصاً الجهات الصغيرة او المدن الطرفية في فرص التطوع عن بعد ولازالت الفرصه كبيرة امام القطاع لاستثمار المنصة.

أهم التحولات في التمويل وجمع التبرعات


المتاجر الالكترونية :

 جاء انطلاق المتاجر الالكترونية للجمعيات مع بزوغ الدفع الالكتروني في المملكة فقد كان هناك ممارسات بسيطه ولكن بعد توجه المجتمع بشكل كبير وبعد مجئ جائحة كورونا فقد تحرك القطاع بهذا الاتجاه بشكل كبير فاصبح التبرع الالكتروني يشكل الجزء الأكبر من تبرعات الافراد وان كنت لا أرى حتى اليوم ممارسات مميزة في تطوير تجارب المستخدمين لهذه المتاجر بل يكتفي الكثير من الجمعيات بوضع مشاريع فقط دون مراعاة لتطوير تجربة المتبرع من خلالها بعكس ما نرى اليوم في القطاع الخاص من تسهيل التجربة وإعادة الاستهداف. 

منصات التمويل الجماعي :

جاءت المنصات الحكومية بدأ من منصة جود وما تبعها من منصة تبرع و وقفي وشفاء واحسان وغيرها والتي أصبحت تشكل مورد مالي جديد للقطاع حيث تجاوز التبرع في احد هذه المنصات مليار ريال وان كانت هذه الأموال هي حصة كبيرة من التبرعات التي كانت تصل للجمعيات ولكنني اعتقد ان المنصات اراحت الجمعيات من عمليات التسويق وأصبحت هي من يقود هذا الملف والمنظمة الجيدة هي من تعتبر هذه المنصات احد مصادر الدعم لها, يحسب لهذه المنصات النجاح في الربط التقني والتأكد من الحالات الأكثر استحقاقاً واشراكها للقطاع غير الربحي واعتقد ان التحدي اليوم امام هذه المنصات ان يكون لديها نموذج تستطيع ان تتأكد من القضايا التي تساهم بها وماهو حجم اثرها على المجتمع.

أهم التحولات في طبيعة العلاقة بين القطاعات الثلاثة


 الاسناد الحكومي :

الزام القطاع الحكومي باسناد جزء من اعماله للقطاع غير الربحي فقد صنع هذا تحدي لدى القطاع الحكومي في بحث الفرص وجعل القطاع غير الربحي يقود جزء من ادواره واعتقد ان الكثير من المنظمات في القطاع غير الربحي لم تستثمر هذه الفرصة حتى الان ولازالت بحاجة الى تأهيل للحصول على الفرص ويجب عليها ان تنظر بان القطاع الحكومي هو القطاع الأكبر مساهمه في التنمية فيجب ان يحصل قطاعنا على جزء من ادواره ليوجه تدخلاته التنموية ويحقق بها الأثر الأعظم على المستفيد.

الشركات الوسطية :

ظهور شركات ومراكز خاصة متخصصه في خدمة القطاع غير الربحي حيث اصبح القطاع غير الربحي جاذب للعمل مع القطاع الخاص في توفير الخدمات الاستشارية والإدارية لتوجيه اعماله وتحسين ممارساته واعتقد ان هذا النموذج لم يصل الى النضج حتى الان ولازال هناك فرصة كبيرة.

أهم التحولات في طبيعة ونوعية المستهدفين

تعديل نظام الجمعيات والمؤسسات الاهلية :

جاء تعديل النظام وفتح المجال للجمعيات التخصصية حيث اصبح هناك العديد من الجمعيات الخاصة بالثقافة والفنون والترفيه والسياحة وغيرها وتأسيس وحدات الاشراف داخل كل الوزارات الحكومية وهذا ساهم في زيادتها ونشر ثقافة القطاع غير الربحي.

المنح المؤسسي :

جاءت استراتيجيات المنح بالمؤسسات الاهلية بحيث توجه المنح نحو القضايا التنموية جعل الكثير من المنظمات تذهب نحو هذا المجال من اجل الحصول على المنح وخلق أثر مجتمع.